قصاصات في مهب الريح

مرحبا بك .. أنت ضيف على عقلى

السبت، أبريل ٢٢، ٢٠٠٦

تبــــــــــــــــــاريــــــــــــــــــــــــح



........أجلس إلى الصورة .. أغوص فيها .. أعيد رسم القَسَمات .. أتصور كل ألوان التغير التي خلفتها السنون .. لا تُقنع عقلي .. لابد أن الرسم يخالف الواقع! .. ولو ترابت الأيام .. أين الأيام !؟
هل نفدت حقًا !؟
أشعر بها تتفلت من بين أصابعي .. أحتلب الذكريات .. كنت أقبض على الأيام .. ما هي إلا حفنة أشهر .. بعدها نلتقي .. سأتمم الصورة .. لم تكتمل بعد خطوط الرصاص .. كنا نحب الرسم بالرصاص .. الخطوط .. أصلنا الخطوط.. الخط هو الجوانية .. لن ننمو من غير خطوط .. الرصاص هو الأمثل ما دمت لا تعرف حدود الطريق .. نقِّط .. خطط .. حدِّد .. امح.. ليس الكل .. ما لا يتفق .. يجتمع الرأي .. نستقر .. أولاً الخط .. النقطة لا تعني .. الخط نقاط .. أنا وأنت .. ومن يأتي .. !؟ يمتد الخط... ما رأيك في العمق !؟
..... كنا طفلين. ــ ما رأيك في اللون ؟
الأفتح أنسب. ــ الضوء الأصل .. ينعجن الخط .. ينتشر الضوء. ــ ما لون الشعر !؟
ــ ولماذا الشعر !؟ ــ ابدأ بالعين .. ــ العين تراك .. ــ أنت العين .. فلنبدأ بالعين .. ترتسم الأحلام .. ينتشر الضوء بلون الحلم .. الأمل .. الأيام .. كانت في كفي حفنة أيام .
ــ نجعلها البُعد .. ــ أيهما البُعد !؟
ــ البعد الخط .. يسيل الخط .. ينتشر الظل .. تحت العين .. ننظر فوق .. ــ ما أبعدنا من الظل ..! ــ الظل الخط .. الخط الظل .. أنا وأنت .. أنت وأنا .. فلننظر فوق .. ما أرفع أن ننظر فوق .. لن أصعد وحدي .
ذهب الطفلان .. انتظم الشارب .. نُحِتَ النهد .. من منا في العُمق ..!؟ ــ احذر البُعد . ــ لن أتركها مسطحة .. نتفق على اللون ..
ــ لون واحد ؟ ــ أربعة ألوان .. أمس .. اليوم .. غدًا .. حفنة أيام .. ــ أي كل الألوان . نجلس .. يلتصق الكتفان ..حوار في صمت .. تتواتر خواطرنا فيما في الصورة .. أين الخط ؟! صار اللون .. ــ دفن الخط ؟ ــ يبقى الخط .. الصورة تتضح .. نضرب الألوان .. أربعة ألوان ..لون الصبح .. لون الغروب .. لون الليل .. حفنة أحلام .. ــ أي كل اليوم . ــ أمامنا الأيام .. ــ أي طول العمر .. ــ لن ننسى ما فات .. ــ ما نحن بلا ما فات !؟
.....في الصورة شبح .. طراطيش الألوان .. لنغسل الفُرش .. نعالج الشبح .. اللون أصلي .. ثابت .. لا يمحي .. ماذا نفعل !؟ نشطب ؟ سيضيع العمق .. نحاذر أن ينكسر الخط .. الخط يستقيم .. الشبح يستطيل .. يصبح جزءًا من الصورة .. تتعايش معه الألوان .. تتجانس!؟
لا يمكن أن تتجانس .. يأخذنا الحزن إلى ما بعد حفنة الأحلام .. يقترب منا أكثر .. نتبين ملامحه .. الألوان تتجه إليه ..يمتص مني أحلامي .. يتلون .. يتغذى من أحلامي .. يتعملق .. نهرب في العمق .. نتدلى بالخط .. الخط رفيع .. لن نتخلى عن إتمام الصورة .. الشبح خرج من الصورة ..نهدأ .. نبتسم .. نجلس .. يلتصق الكتفان .. نتنفس في العمق .. محمد فؤاد يغني ( في السكة .. في السكة ) .. تتضح الرؤية .. نراها لم تعد طويلة ...( سيبهم مع بعضهم ) .. نتلفت .. نشعر بوجود الشبح .. ( امش بعيد عنهم ) .. نلتصق أكثر .. ملامحه أكثر وضوحًا .. نثبت له أننا نعرفه .. نتعملق .. نلتصق .. نتمرد .. نلتحم .. يلوذ بالفرار .. طرطش الألوان .. ازدحمت الصورة .. يحاول ردم الصورة .. افعل ما تفعل .. لدينا الخط
.....بدّل ملامحه .. يلوح من بعيد .. من خارج الصورة .. أنت معي ..؟ أنت معي ..؟ عبد الوهاب يغني ( حبك رحلة عمري وقدري ) .. الليل يخيم .. ترقص الملائكة .. تصفر الشياطين .. نحاول تنظيف الصورة .. نضحك رغمًا عنا .... الطرطشات صارت أشباحًا .. جيش الأشباح يحتل الصورة .. نتساءل : ألواني .. ؟!ألوانك ..؟! سميرة سعيد تغني ( شفت يا قلبي ازاي وانا جنبه كنت حطير م الفرحة بقربه ؟! ) .. لن يفلح جيش الأشباح .. نعرفهم .. بدأ الحفر .. يريدون الخط .. نعرفهم .. نكثف الألوان .. يشتد الحفر .. نعرفهم .. تتضح الصورة .. نعرفهم أكثر . تتضح الصورة .. حدود الصورة أشباح ترفع رايات النار إيذانًا بالدخول .. وردة الجزائرية تغني ( بعمري كله حبيتك وانت عارف شوقي لك أد إيه)
......يعود الشبح .. نعرفه .. نفس الشبح .. جَلدٌ آخر .. وجه آخر .. ثوب آخر .. نفس الشبح .. البلدوزر يقتحم .. مكلل بالورود .. فيه من ملامح فيل أبرهة .. وعليه أبرهة .. يصفق له ألف أبرهة .. فتق الصورة .. شطر الألوان ..صلبة جدًا .. نلوِّن قدر الطاقة .. السرعة فائقة .. نلون فوق الطاقة .. محمد منير يغني ( لو بطلنا نحلم نموت .. لو حاولنا يمكن نفوت ) .. يحفر في العمق .. معاوله كثيرة .. قوية .. تجتمع الأشباح .. انفجار . ميادة تغني ( هي الليالي كدا هي الليالي .. بتفرق دا ودا .. ) وحدي مع الصورة .. ما زال الخط .. وحدك مع الصورة .. ما زال الخط .. حنان تغني ( في الشارع دا مدرستي وبراءتي ويا دراستي كانت أيام أجمل أيام .. فين الأيام دلوقتي ؟؟؟!!! )
.......لدينا الخط .. الأصل الخط .. أحمد الحجار يغني ( الوهم فات والذكريات قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود ... يا ريت تعود).
تمــــــــــــــــــت
الكويت ـ الفروانيةالسبت 3/1/2004
................
.........ليتني أشتطيع أن أكمل هذه المجموعة من القصص التي تحكي حالة عمرها يتطاول ويتجدد كل يوم كما تتجدد الأحلام والأغنيات ويتجدد معها السلب وتتطور البلدوزرات وتتعاظم الأشباح وليتني أبقى وتبقى ونبقى جميعًا نحافظ على الخط ونحافظ على الألوان لتبقى الصورة حتى لوكانت بين يدين لا تتصافحان ما دام هناك حلم وأمل في العناق . أنا دائمًا منتظر عودة حبيبتي حتى حين تكون حبيبتي بين يدي لأنى أريدها دائمًا متجددة كي لا يقهرنا البلدوزر وجيش الأشباح الذي يلوح من حين إلى حين لذلك نلون حياتنا قدر طاقتنا ........ وما أوسع الخيال . نعم أنا أحب ولوكنت في غياهب الجب .